النوتة الموسيقية هي اللغة التي تكتب بها الموسيقى, فهي الطريقة لتحويل النغمات الموسيقية إلى رموز يتمكن من قراءتها الجميع بعد تعلم أساسيات هذه اللغة, ولا يمكن لأي عازف أن يستغني عن النوطة الموسيقية إذا أراد تطوير مستواه ومواصلة طريقه الفني.
أغلب النوتات الموسيقية تعتمد على العلامات الموسيقية حيث تعبر كل علامة عن درجة صوتية ولها زمن محدد. تمكن هذه العلامات العازف من معرفة العلامات الموسيقية التي عليه عزفها على مدى الأغنية أو المقطوعة الموسيقية التي يؤديها.
يجد البعض صعوبة في تعلم النوتة الموسيقية بشكلها الأكاديمي المتعارف عليه ولهذا تم تبسيطها لأشكال أخرى مثل التاب للغيتار والنوتة الموسيقية بالحروف.
في هذا المقال سنتعرف معاً إلى مساوئ النوتة الموسيقية المكتوبة بالحروف ( تُعرف ايضاً بالنوتات الموسيقية دو ري مي) ولماذا يجب عليك اعتماد النوطة العلمية أو ما تُعرف بالحديثة بدلاً منها.
*يمكنك تحميل نوتات موسيقية للمبتدئين على آلة البيانو من هنا و للمبتدئين على آلة الكمان من هنا.
مثال: طريقة ترميز أغنية فيروز “نسم علينا الهوى” في كلا النوعين من النوت الموسيقية (نوتة أكاديمية علمية ,نوتة موسيقية بالحروف).
مساوئ النوتة الموسيقية المكتوبة بالحروف
1- النوتة الحرفية لا تعطي الزمن الصحيح للعلامة الموسيقية
الموسيقى عبارة عن نغم وزمن, فلكل نغمة زمن معين يقدر بالنبضات. على عكس النوطة الأكاديمية التي تحتوي إشارات تدل على الزمن فإنه في النوطة الحرفية المكتوبة لا يوجد زمن لأي علامة موسيقية ولا تستطيع أن تعرف كم من الزمن ستنتظر لتعزف العلامة اللاحقة. هل يجب أن تنتظر مقدار نبضة أو اثنين…؟
2- “النوتات الموسيقية دو ري مي” لا تعطي الصورة الحقيقية للعلامة (النغمة) الموسيقية
هناك طرق عديدة لعزف أي علامة موسيقية على أي آلة موسيقية, فلو أخذنا مثلاً العلامة الموسيقية “دو” وأردنا عزفها على آلة العود, يمكن عزف العلامة “دو” بأربع طرق على آلة العود (كما في الصورة المرافقة), ومع استخدام النوتة الحرفية لا يوجد دليل على أي” دو” يجب أن نعزف.
3- مشكلة قراءة التعبير الموسيقي
هناك مئات التعابير الموسيقية (مجموعة نغمات مترابطة) التي لا يمكن التعبير عنها في النوتة الحرفية. مثلاً إذا أردنا عزف “كريشندو” (مجموعة نغمات موسيقية متصاعدة ) أي يبدأ من قوة معينة بمستوى معين ويتصاعد بالقوة تدريجياً أو بالعكس أردنا عزف “دي كريشندو” الذي يبدأ بمستوى قوي وبالتدريج نصل لمرحلة الخفوت بالصوت, لن نجد في النوطة الموسيقية بالحروف ما يساعدنا على معرفة أن هذا كريشندو أو ديكريشنودو.
4- العزف الجماعي
إذا أردت العزف مع صديقك باستخدام النوطة الموسيقية بالحروف لن تجد ما يساعدك على معرفة متى تتوقف عن العزف ومتى تستمر, أو أين يجب أن يبدأ صديقك بالعزف وأين يجب عليه أن ينتظر وبالتالي سيصبح الوضع فوضى وكلما زاد عدد الآلات الموسيقية زاد مقدار الفوضى.
5- قلة مصادر هذا النوع من النوت
في حين هناك العديد من المواقع لتحميل النوت الموسيقية العلمية مجانية ومدفوعة, يكاد لا يوجد مصدر مقبول (من حيث العدد والجودة) للنوت الموسيقية بالحروف.
في النهاية, النوتة الموسيقية بالحروف ستصنع منك عازفاً مبتدئاً وفي حالات قليلة جداً ستصل لمرحلة العازف المتوسط لذا ننصحك باعتماد النوطة الموسيقية الأساسية (العلمية) التي تعبر عن الأصوات عن طريق الرموز، بدءاً من النغمات الأساسية، واستمراريتها، ووقتها، وانتهاء بالوصف الأكثر تعقيدا للتعبيرات وجرسها وحتى المؤثرات الخاصة, لكن لا تخف فتعلمها ليس صعباً. كن صبورا، كما تتعلم أي لغة جديدة، تعلم قراءة النوتة الموسيقية يأخذ وقتاً تماماً كما تتعلم أي شيء آخر، كلما مارستها أكثر، كلما أصبحت أسهل، وستتقنها مع الوقت.