شهدت السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في مجال علوم الرياضيات وتقنيات الحواسيب, حيث تمكن العلماء من تطوير روبوتاتٍ بُرمجت وفقاً لخوارزميات الذكاء الاصطناعي وبرمجياتٍ قادرة على التنبؤ أو حل العديد من المسائل التقنية المعقدة كتطبيقات توقعات الطقس والاختناق المروري وعلى منافسة الإنسان في الألعاب الذهنية المعقدة كلعبة الشطرنج، ويمكن القول أن الروبوتات التي بُرمجت وفقاً لخوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تمكنت من التغلب على الإنسان في العديد من المجالات أحياناً فهل حدث تفوق موسيقى الذكاء الاصطناعي أو تفوق الآلات على الانسان في تأليف الموسيقى؟
1- تقنيات ذكاء اصطناعي قادرة على تأليف الموسيقى الكلاسيكية.
تمكن مبرمجون تابعون لشركة “ياندكس” الروسية للبرمجيات من تطوير منظومة ذكاء اصطناعي خاصة تعتمد على آليات معقدة من العمليات الحسابية والخوارزميات الرياضية الدقيقة، قادرة على فهم وقراءة المقاطع الموسيقية التي ألفها أشهر الموسيقيين العالميين، وتأليف مقاطع موسيقية مشابهة لها.
هذه التقنية قادرة على ربط المعلومات الموسيقية ببعضها ضمن آلية معقدة، ولتغذييتها بالمعلومات عن الموسيقى الكلاسيكية، قاموا بتحميل عدد كبير من مقاطع الموسيقى العالمية لمؤلفين مشهورين كباخ وموزارت وتشيكوفسكي وغيرهم في برمجياتها، مدة تلك المقاطع وصلت إلى 600 ساعة، لتصبح المنظومة بعدها قادرة على تمييز المقاطع الموسيقية ومعرفة مصدرها وقادرة على تأليف موسيقى مشابهة.
2- ” أغنية كريسماس” ألفها الذكاء الصناعي
قام باحثون من شركة “Made by AI” بتدريب شبكة عصبية (نوع من برامج الكمبيوتر، يقلد طريقة تعلم الأدمغة لحل المشكلات) على تأليف نغمات الميلاد الخاصة عن طريق إدخال مئة من نغمات عيد الميلاد، في شكل ملفات واجهة رقمية موسيقية (MIDI), واختار الذكاء الصناعي موضوعات متكررة وأدوات وإيقاعات، لتوليد نغمات خاصة.
تميل الشبكات العصبية إلى التقاط النغمة والمفردات بسهولة، ولكنها تكافح من أجل فهمها. لذا، تعلمت الشبكة المدربة على إنتاج الكثير من الخطوط المبهجة. وتمكنت من اختيار مواضيع مرادفة لعيد الميلاد، للخروج بهذه الأغنية وغيرها.
3- ذكاء اصطناعي يكمل سمفونية غير منتهية تعود إلى القرن التاسع عشر.
تمكن الذكاء الاصطناعي من إكمال السمفونية الثامنة الغير منتهية للمؤلف النمساوي فرانز شوبرت الذي توفي شاباً في بداية عقده الثالث والتي تعود لعام 1822, تعود التقنية المستخدمة إلى شركة هواوي الصينية طورته بتقنية التعلم العميق بمعنى أنه استمع طيلة أشهر لموسيقى شوبرت حتى أصبح يميز نغمات وتكوين موسيقاه ليتمكن فيما بعد من إنتاج الجزء المتبقي بمساعدة موزع موسيقي أمريكي, تتألف سمفونية شوبرت هذه من حركتين بزمن حوالي (28 دقيقة) في حين أن السمفونيات بالعادة تتألف من أربع حركات, أي حوالي 20 دقيقة (حركتان) أُضيفت إلى السمفونية.
4- جني البيانو – Piano Genie
مشروع جديد من غوغل يتيح المجال لأي شخص أن يعزف على البيانو.
يمكنك تجربته بنفسك من هنا, باستخدم الأرقام من 1 إلى 8 في لوحة المفاتيح.
يعتمد البرنامج على الذكاء الاصطناعي حيث تم تدريبه على موسيقى كلاسيكية للبيانو لكي “يتنبأ” بالنوتات المناسبة التي يجب أن تتبع بعضها البعض, فيسمح لك بارتجال الموسيقى على كل مفاتيح البيانو ال 88 بينما أنت تستخدم 8 مفاتيح فقط.
5- روبوت يؤلف الموسيقى ويعزفها بنفسه مثل البشر
طور فريق من الباحثين في معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة روبوتاً سموه “شيمون ” بأربعة أذرع بمقدوره تأليف المقطوعات الموسيقية وعزفها بنفسه دون مساعدة البشر بواسطة ثمانية عصيان على آلة الماريمبا الموسيقية
بعد تعليمه الدرجات الأربعة على السلم الموسيقي وتدريبه لمدة سبع سنوات باستخدام تقنيات التعلم العميق في تأليف الموسيقى من خلال تغذيته بأكثر من خمسة آلاف أغنية كاملة ما بين مقطوعات للموسيقار بيتهوفن إلى أغنيات للمغنية ليدي غاغا وغيرها, استطاع تأليف مقطوعتين موسيقيتين يصل طول كل واحدة منهما إلى حوالي ثلاثين ثانية.
أن الروبوت شيمون يفكر مثل الموسيقيين البشر وهو يعزف الأنغام والألحان حيث أنه يركز على التركيب الكلي للمقطوعة الموسيقية بدلاً من التركيز على اللحن التالي الذي سوف يعزفه.
6- أغنية من تأليف الآلة
7- تجربة فاشلة لتأليف موسيقى رعب باستخدام الذكاء الاصطناعي
يمكن القول أن الخوارزميات ستتيح لنا تجربة الكثير من التقنيات بسهولة وخلط الأنماط الموسيقية, الأمر الذي يمكن القيام به يدوياً ولكن يتطلب الكثير من الوقت, وعلى الرغم من كل هذه التجارب الناجحة وغيرها الكثير إلا أن هناك تجارب فاشلة نوعاً ما أدت إلى نتائج مختلفة.
باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة قاموا بتدريب برنامج ذكاء اصطناعي على تطوير ألحان موسيقى رعب من خلال الاستماع لموسيقى أفلام رعب مليئة بالصراخ وعناصر التشويق مثل فيلم “Psycho” الذي أخرجه ألفريد هيتشوك عام 1960, لكن البرنامج حين أعاد توزيعها لم يعد يظهر الصراخ مرعباً بل بدت الموسيقى عادية, إذ قام البرنامج بتجريد الموسيقى المرعبة من كل ما يُضفي عليها طابع الرعب.