“ليست الشهرة هدفي, لكن هدفي أن أكون متناسقة مع شخصيتي ومع مبادئي، وحين أكون على المسرح أكون صريحة. أُحب الناس وهذا الشيء مهم فدعني أحترم هذا الموضوع”…. سعاد ماسي
من هي سعاد ماسي ؟
سعاد ماسي (..-1972) مغنية وعازفة غيتار جزائرية من أصل أمازيغي, صاحبة صوت دافئ فيه شيءٌ من الشجن اللطيف, موسيقاها مزيجٌ من ثقافاتٍ متعددةٍ لحضاراتٍ عايشتها, فيها الأصالة والحداثة, توجتها بإحساسها الفريد, فأُغنياتها نابعةٌ من صميم الحياة اليومية والمشاعر الإنسانية.
تُفضل كتابة كلماتها بنفسها وتُشارك في تلحينها, كما لا تستغني عن العزف على الغيتار في حفلاتها التي تظهر فيها بزيها البسيط غير المتكلف الذي لا تستغني عنه هو الآخر لأنه يشبه عائلتها ومستمعيها.
تؤلف وتكتب بطريقة عفوية، وتشارك جمهورها العديد من الأشياء الخاصة وقصص الناس الحقيقية الذين تلتقيهم, تحمل معها دائماً قلماً وورقة لتسجل أي فكرة أو كلمات تخطر على بالها, تسرد قصص العشق والهجر والخذلان، وتروي حكايات عن المهاجرين والغرباء، فتعكس أغانيها قضايا من الواقع وجزءاً كبيراً من تجارب حياتها لتأتي مفعمة بالشجن والحنين، بموسيقى متشبعة بأنماط فنية متنوعة، من التراث الجزائري الأندلسي، الى الروك والكونتري وصولاً الى الفادو البرتغالي والفلامنكو.
يمتد مشوارها الغنائي لأكثر من عقدين لكن انتشارها الفني في العالم العربي جاء متأخراً قليلاً فبدايتها كانت في الجزائر ثم في أوروبا بعد هجرتها إلى فرنسا.
قدمت الفلامنكو على المسارح الجزائرية مع فرقة تريانا الجزائرية ابتداءً من عام 1989 كما انضمت إلى فرقة الروك الجزائرية” أتاكور” ومعها بدأت تكبر شعبيتها في الجزائر، قبل أن تصنع لنفسها اسماً منتصف التسعينيات وتحقق شهرة واسعة كمغنية منفردة حيث أصدرت أول شريط لها، ولاقى رواجاً كبيراً، فعرضت أول أغنية مصورة لها على التلفزيون الجزائري.
ألبومات سعاد ماسي المنفردة
1- راوي (2001)
2- داب ( 2003)
تقول سعاد ماسي عن ألبوم داب “Deb” الذي قدمت فيه أغنية “غير أنت” الشهيرة أنه حالة انسانية فيها الكثير من الخصوصية، أغلب الأغاني لمستها شخصياً، بعضها جزء من حياتها.
اشتهر هذا الألبوم بأغانٍ رومنسية وألحان رقيقة مثل “يا قلبي” التي تقترب فيها من اللون الأندلسي، , وأغنية ” آش داني” وتدور جميعها حول التعبير عن حجم الجراح بعد التجارب العاطفية الفاشلة والمشاعر المتضاربة بعد الفراق بكلمات ليست عادية وصور شعرية بديعة وحقيقية.
3- مسك الليل (2005)
يغلب على ألبوم “مسك الليل” الذي نالت به جائزة “فيكتوار دو لاموزيك” في فئة موسيقى العالم اللون “النوستالجي” الذي يصل لأرواح مرهفي الإحساس الذين يشعرون بالحنين لأشياء كثيرة مثل الحب والوطن وحتى المستقبل والمجهول.
من أغاني الألبوم أغنية “دار جدي” بكلماتها التي استلهمتها من أحد أحلامها فاستيقظت وكتبت كلماتها والتي تحكي فيه عن الذكريات والحنين للوطن والدار، وكذلك أغنية “مسك الليل” التي تتكلم فيها عن الغربة من جديد والحنين لرائحة مسك الليل وتراب الوطن.
مع سعاد تستطيع الاستماع إلى ألحانٍ متنوعة أقرب للبوب أحيانًا وتارة للروك أند رول والألحان الجزائرية والشرقية التي بطلها العود أيضًا كما في أغنية “دنيا وزمن”.
4- (2007) Live acoustique
يضم الألبوم باقة من مختلف الأغنيات التي قدمتها خلال حفلاتها على المسرح.
5- “أوه حرية” 2010
تحكي أيقونة الفن الجزائري في هذا الألبوم عن حرية المرأة والمشاكل التي تواجهنا بمجتمعنا العربي، فتغني عن الفتاة حبيسة المنزل فقط لكونها امرأة والتفرقة في المعاملة بين المرأة والرجل, وقامت بتصوير فيديو كليب لأغنية “أوه حرية” التي غنتها باللغة الفرنسية وتخللتها مقاطع من شعر “مفدي زكر”.
6- “المتكلمون”
يعتبر هذا الألبوم مختلفاً إلى حد ما عن مسار الفنانة الجزائرية, تغني فيه باللغة العربية الفصحى بدلًا من اللهجة الجزائرية. كان هدف سعاد ماسي من هذا الألبوم التعبير عن حبها للشعر العربي من خلال إعادة إحياء لبعض القصائد العربية القديمة.
أغاني الألبوم عبارة عن قصائد بألحان ذات طابع غربي تتراوح زمنياً من العصر الجاهلي مع قصيدة “سئمت” للشاعر زهير بن أبي سلمى، وحتى الوقت الحالي مع قصيدة “الحرية” للشاعر العراقي أحمد مطر، مرورًا بقصيدتين “بم التعلل” الافتتاحية و “الخيل والليل” للمتنبي وقصيدة “حذارِ” و “ألا أيها الظالم المستبد” لأبي القاسم الشابي،وقصيدة “صوت صفير البلبل” للأصمعي وقصيدة “الطلاسم” إيليا أبو ماضي وقصيدة “فيا ليلى” القصيدة الشهيرة لمجنون ليلى قيس بن الملوح والتي يقول فيها:
“وَقَد يَجمَعُ الله الشّتيتَيْن بَعْدَما يَظُنّانِ كلّ الظنّ أَلا تَلاقِيا”.
وتعتبر قصيدة “الحرية” التي غنتها للشاعر العراقي أحمد مطر أنجح أغاني الألبوم تقول فيها:
أخبرنا أستاذي يومًا عن شىء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية
هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية؟
أم أشياء نستوردها أم مصنوعات وطنية؟
أما الألبوم القادم لسعاد ماسي يُتوقع إطلاقه في آب 2019 ويتضمن أغاني باللهجة المصرية.
تجمع سعاد ماسي بين مختلف الطبوع الغربية بما فيها الروك والفلامينكو والبوب، بالإضافة إلى الطابع الشعبي الذي نشأت في أحضانه ولها تجارب مع فنانين عالميين حيث أدت أغانِِ ثنائية مع مارك لافوان وفلوران باني وغيرهم, بالإضافة لتجربتها مع فرقة الأندرغراوند الغنائية “كايروكي” وقدمت معهم أغنية “أجمل ما عندي” من تأليف الكاتب عمر طاهر بلهجة مصرية ولكنة جزائيرية خفيفة، وكانت سبباً من أسباب شهرتها في مصر.
بالإضافة للتجارب الغنائية لها تجربة سينمائية أرادت من خلالها تقديم تحية ودعم للقضية والمقاومة الفلسطينية في فيلم “عيون الحرامية” للمخرجة الفلسطينية “نجوى نجار” عام 2014, لعبت فيه دور البطولة.
استمع للأغاني المذكورة بالمقالة إضافة مجموعة من أحمل اغاني سعاد ماسي من هنا.