“أقضي معظم وقتي في البحث والتنقيب والاستماع، في محاولة للفوز بأكبر عدد من الألحان التي لم يُعثر عليها، أو التي لم يُعثر عليها كاملة، وهو أمر يتطلب مني المزيد من الاجتهاد للعثور على جميع كنوز النغم”…… غادة شبير
فنانة تنتهج الأصالة وتحافظ على التراث, اختارت طريق الإحتراف والإلتزام في زمن اكتسحت فيه الأعمال التجارية والسطحية المجال الموسيقي, لا تبحث عن الشهرة، ما يهمها أن تقدم أعمالها الفنية ببصمتها الخاصة بالعلم والبحث, والحفاظ على الهوية الموسيقية الحقيقية للعرب.
غادة شبير (..-1972)
صاحبة الصوت اللبناني المتميز الذى يجمع بين العلم والموهبة. دكتورة في علوم الموسيقى العربية كان عنوان بحثها: “تقنية الغناء العربية بين التجويد القرآني والترتيل السرياني”, ويقع في 600 صفحة, أستاذة لمادة الغناء الشرقي ومسؤولة عن الفرقة الشرقية في جامعة الروح القدس الكسليك في لبنان.
تعد من أبرز المغنيات في مجال الموسيقى التقليدية الشرقية وتعمل على نشر التراث العربي والموشحات.
منذ أكثر من 20 عاماً وهي على الساحتين الغنائية والأكاديمية, قامت بالعديد من الأبحاث المعمقة حول الموسيقى العربية: الموشحات، التراتيل المارونية القديمة والحديثة الأندلسية والسريانية, الأغاني العربية القديمة، وتقوم بغنائها أيضاً, كما قدمت العديد من المحاضرات والحفلات المتخصصة في التراث والأصالة حول أنحاء العالم.
قدمت شبير العديد من الألبومات منها :
1- ألبوم “موشحات”
مُنحت عليه جائزة بي بي سي العالمية للموسيقى لكل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2007 بالإضافة للجائزة الدولية لأفضل ألبوم في جميع أنحاء العالم, تعود أصول هذا النوع من الغناء في ألبوم “موشحات” إلى القرن العاشر الأندلسي وكان الهدف من الألبوم إعادة إحياء التراث وتسجيل عدد من الموشحات بصورة جيدة وبتقنيات حديثة بهدف نشرها وإظهار جمالها ورقيها من ناحية بنية الجملة اللحنية والقدرة في التصرف بالنغمات والايقاعات, ترتكز الموشحات على الشعر وتتناول المرأة والمواضيع الرومنسية. يصاحب صوت شبير في الألبوم الآلات الموسيقية الشرقية بما فيها العود والناي..
من أغاني الألبوم ” أهوى قمراً”, “هجرني حبيبي”.
2- ألبوم “قوالب”
حاولت من خلاله أن تعرّف العالم إلى الموسيقي سيد درويش من خلال تقديم باقة من أعماله ويتضمن الألبوم ألواناً عديدة تنوعت بين موشحات (“طف يا درّي بالقناني”, “منيتي عزّ اصطباري”, “حيّر الأفكار”) وأدوار (“أنا هويت وانتهيت”, “أنا عشقت”) وطقاطيق (“يا ناس أنا مُت في حبي”، “يا عشاق النبي”، “شد الحزام/ لحن الشيالين”)، إضافة إلى “موال وَلّادة” من ألحان غادة شبير (شعر ابن زيدون ووَلّادة بنت المستكفي) بالإضافة إلى كُتيب تشرح فيه قواعد القوالب الغنائية العربية التي اختارتها، وعبقرية سيد درويش في هذه الألحان.
3- ألبوم “القصيدة”
هدفت من خلاله إظهار الشكل الكلاسيكي للقصيدة من ناحية التأليف والتوزيع بطريقة حديثة.
من أغاني الألبوم “يا شقيق الروح”, “اغتراب”.
4- ألبوم “أندلسية”
يضم الألبوم 8 موشحات (“لما بدا يتثنى”، “ملا الكاسات”، “عاطني بكر الدنان”، “بدر الليل”، “نبه الندمان”، “والهوى ثالثنا”، “زارني المحبوب”، “حبي زرني”) بصيغة جديدة حيث أن الموشحات في الألبوم اُختيرت لرقص “السماح” وهو رقص محتشم روحياً وذهنياً أكثر منه جسدياً كان يرافق الموشح قديماً، وجاء اسمه من فعل طلب السماح بالرقص والتمايل على أنغام الموشح. خلال جلسات الاستماع الى الموشح، وخصوصاً في الجلسات التي تتخللها أغنيات مديح ديني حيث كان يُطلب من صاحب الجلسة أو صاحب الدار الإذن بالسماح للراغبين بالرقص.
حازت غادة شبير أيضاً على جائزة الأغنية العربية في مصر عام ١٩٩۷, كما أصدرت أكثر من 500 لحن، أبرزها ثلاثة أقراص مدمجة “أناشيد السريانية”،”العاطفة” و”سيريكس أناشيد، نويل ” بمرافقة فرقة موسيقية محترفة من أساتذة ومتخصصين على آلاتٍ شرقية عديدة كالناي والقانون والدف…
صدر لها العديد من الكتب منها كتابٌ عن الموشحات، جمعت فيه 6000 موشح، وآخر عن المقامات العربية يضم أكثر من 40 مقاماً لمساعدة الفنانين بتأليف الموسيقى بشكل مريح وسهل من خلال توفير فضاءات جميلة ومحفزة للغوص في عالم الأصالة الموسيقية الشرقية.
استمع إلى قائمتنا المختارة من أجمل أعمالها من هنا: