تميز العصر الرومانسي أو الرومانتيكي (1830-1900) بازدياد شعبية الموسيقى الكلاسيكية ووصولها إلى جمهور أوسع, بالإضافة إلى التركيز على العواطف والانفعالات ومحاولة الخروج عن كل ما هو تقليدي. ومع أن هذه القائمة ليست القائمة الكاملة لكل ملحن رومانسي يستحق أن تعرفه, إلا أنها تعطي لمحة صغيرة عن أشهر مؤلفي العصر الرومانتيكي والموسيقى الرائعة التي أنتجتها هذه الفترة.
تطور الموسيقى وأهم العصور الموسيقية
1- بيتهوفن (1770-1827)
من منا لا يعرف بيتهوفن؟ ومن منا لم يستمع لمقطوعة فور إليز؟
قد لا يعرف الكثير أن الملحن الألماني لودفيج فان بيتهوفن (Ludwig van Beethoven) يُعتبر جسراً واصلاً بين العصر الكلاسيكي والعصر الرومنسي (الرومانتيكي). ففي حين أن العديد من أعماله التي ألفها في الفترة المبكرة من حياته كانت ضمن القالب الكلاسيكي، إلا أنه يُعتبر أيضاً منشئ الموسيقى الرومانسية التي سعت إلى استخدام الموسيقى للتعبير عن العواطف الشخصية. فمن الذي يستطيع سماع السيمفونية التاسعة لبيتهوفن ولا يشعر بالطاقة والشغف؟ أو يسمع فور إليز ولا يشعر بالحب؟
2- باغانيني (1782 – 1840)
كانت شهرة الموسيقي الإيطالي نيكولو باغانيني (Niccolò Paganini) كعازف كمان أكثر منه كمؤلف فقد كان عزفه ظاهرة فريدة في عصره, كان نموذجاً لجنون الإبداع مما دفع الناس لتأليف الخرافات عنه فقد قُيل أنه باع روحه للشيطان مقابل إبداعه، وفي رد طريف على هذه الخرافة استمر باغانيني يلبس اللون الأسود القاتم بشكل دائم لتعزيزها.
من أشهر مؤلفات باغانيني مجموعة 24 كابريس “24 Caprices” التي تتميز بكونها تقنية أكثر منها عاطفية.
3- بيرليوز (1803 – 1869)
الموسيقار الفرنسي هيكتور بيرليوز (Hector Berlioz) من أكثر المؤلفين والنقاد الموسيقيين تأثيراً في العصر الرومانسي كان قد أثنى عليه باغانيني في حياته. كتب أعمالاً واسعة النطاق يستند في الكثير منها على أعمال درامية من الأدب. من أشهر أعماله “السيمفونية الخيالية” (Symphonie fantastique) التي تعبر عن رؤيته للحب غير المشروط.
4- فاني مندلسون (1805 – 1847)
كغيرها من المؤلفين في العصر الرومانسي الموسيقي بدأت الملحنة الألمانية فاني مندلسون (Fanny Mendelssohn) شقيقة المؤلف فيليكس مندلسون التأليف للبيانو لكن بسبب كونها إمرأة لم تكن موسيقاها لتسمع لولا مساعدة أخيها لها ونشر أعمالها باسمه.
تُعتبر رباعيتها ” String Quartet in E-Flat Major” واحدة من أفضل أعمالها. كانت فاني الملهم الأساسي لتأسيس فرقة فاني مندلسون الرباعية والتي تأسست في عام 1989 لتشجيع النساء المؤلفات والموسيقيات. نسمع هنا في الفيديو المرافق Fantasia in G Minor ديو للبيانو والتشيلو.
5- شوبان (1810 – 1849)
أراد الملحن البولندي فريديك شوبان (Fryderyk Chopin) أن يفعل مع البيانو ما فعله باغانيني مع الكمان, فقد شملت جميع مؤلفاته البيانو ومعظمها كانت للعزف المنفرد على البيانو.
من أشهر أعماله الفالس الثاني “Waltz No. 2 in C-sharp minor” من مجموعة الفالس الرائعة التي قام بتأليفها.
6- شومان (1810 – 1856)
كانت مؤلفات الموسيقي الألماني روبرت شومان (Robert Schumann) عن الفلسفة والجمال، مع التركيز على البيانو في هذه المؤلفات. ومع ذلك، قام أيضاً بتأليف موسيقى للبيانو مع وتريات، مثل البيانو الخماسي “Piano Quintet in E-flat major, Op. 44”.
7- ليزت (1811 – 1886)
يعتبر الملحن المجري فرانز ليست (Franz Liszt) من أهم مؤلفي العصر الرومانتيكي الموسيقي وهو أيضاً عازف بارع على البيانو, وقد كان متأثراً بعازف الكمان باغانيني حيث أنه أعاد النظر في أسلوبه وتقنيته في العزف، بعد أن حضر حفلاً موسيقياً لباغانيني، قام ليزت أيضاً بتعميم القصيدة السيمفونية.
من أشهر أعمال ليست الرابسوديات الهنغارية خصوصاً الرابسودي رقم 2, وسمفونيته دانتي “Dante Symphony” التي تتألف من قصيدتين سمفونيتين: الجحيم والتطهير من الذنوب، والتي ترجَم فيها أعمال الشاعر الإيطالي دانتي الشهيرة إلى موسيقى.
8- برامز (1833-1897)
كان المؤلف الألماني يوهانس برامز (Johannes Brahms) رائداً للسمفونيات الرومانسية والكونشيرتو وموسيقى الحجرة, ألّف تقريباً في كل نوع من أنواع الموسيقى الغربية ماعدا القطع الموسيقية للأوبرا والباليه. أُعجبَ برامز بموسيقى بيتهوفن أشد الإعجاب، واستعمل برامز النماذج الكلاسيكية والتراكيب الموجودة في موسيقى بيتهوفن كوسيلة لمؤلفاته الرومانسية. من أشهر أعماله السيمفونية الأولى “Symphony No. 1 in C Minor, Op. 68” التي أطلق البعض عليها اسم سيمفونية بيتهوفن العاشرة والسيمفونية الرابعة “Symphony No. 4 in E Minor, Op. 98” وأيضاً كونشيرتو الكمان “Concerto for violin in D major Op. 77”, ولا ننسى الأعمال التي ألفها للفيولا منها سوناتا الفيولا “Viola Sonata No. 1, Op. 120” .
9- كاميل سان ساين (1835 – 1921)
كان الملحن الفرنسي كاميل سان ساين (Camille Saint-Saëns) عازف بيانو ومايسترو، بالإضافة إلى تأليفه أعمال عظيمة, وعلى عكس شوبان وليزت، قام بتأليف الكثير من الأعمال الرائعة للآلات الوترية والتي لم ترتكز على البيانو. هنا “Concerto No. 1 in A Minor, Op. 33” يؤديها عازف التشيلو الروسي مستيسلاف روستروبوفيتش Mstislav Rostropovich.
10- تشايكوفسكي (1840 – 1893)
قام المؤلف الروسي تشايكوفسكي (Pyotr Tchaikovsky) بتأليف أعمال من مختلف الأشكال والأساليب، أعمال خفيفة رقيقة مثل فالس الزهور، والذي جعله على الأرجح أول ملحن كلاسيكي يستمع له الأطفال الصغار. تعد سمفونيته السادسة “(Symphony No. 6 in B Minor (Pathetique” استكشافاً عميقاً أو شكلاً موسيقياً يعبر عن طاقة الحياة تتحرك نحو الموت.
11- دفوراك (1841 – 1910)
يشتهر المؤلف التشيكي أنتونين دفوراك (Antonin Dvorák) في المقام الأول بتميزه في مجال الموسيقى القومية المستوحاة من الموسيقى الفلكلورية المحلية, فقد استلهم المؤلف التشيكي دفوراك مجموعته للرقص “الرقصات السلافية” (Slavonic Dances) من رقصات برامز الهنغارية.
تم تعيينه من قبل المعهد الوطني للموسيقى الأمريكية في نيويورك لتأليف موسيقى كلاسيكية مستوحاة من الموسيقى الفلكلورية الأمريكية, وكانت النتيجة السمفونية الرائعة “سمفونية العالم الجديد” (New World Symphony).
اشتهر دفوراك أيضاً بتأليف موسيقى لمجموعات آلات وترية بما فيها المجموعات السداسية منها “String Sextet in A Major, Op. 48”.
12- مولر (1860 – 1911)
نختم قائمتنا لأشهر مؤلفي العصر الرومانتيكي بالمؤلف الموسيقي النمساوي غوستاف مولر (Gustav Mahler) الذي يُعد أفضل مثال على الانتقال من العصر الرومانسي إلى العصر الحديث, ففي نهاية العصر الرومانسي بدأ المؤلفون بإعادة تشكيل وعزف الصيغ الكلاسيكية والرومانسية, معلنين بذلك بداية العصر الحديث.
ألف السمفونية رقم 2 (القيامة)، وأيضاً سمفونية كورال مختلطة مكثفة بالعواطف, ومليئة بالنغمات الصعبة والتي لم تكن مقبولة بشكل جيد في سنواتها الأولى.